
لباس أهل يافع: هوية متجذرة في ثقافة الأرض
2025-02-08
التراث: ذاكرة الزمن وسر الخلود
2025-02-24في مكانٍ ما، عند نقطة التقاء الزمن بالمجهول، حيث تتشابك الحكايات القديمة مع أجنحة الحلم، يولد “ثروان”. ليس متجرًا، ليس مجرد فكرة، بل كيانٌ يطفو بين العصور، يسافر عبر المجرات المنسية، يهمس إلى الأرواح الباحثة عن بقايا مجدٍ لم يُدفن بعد.
في ليلة مقمرة، جلستُ أمام مدخل الأزمنة، هناك حيث تنساب الذكريات كأمواج هادئة على شاطئ الوعي. رأيتُ المجامر القديمة تتوهج من جديد، كأنها لم تُطفأ يومًا، كأنها كانت تنتظر هذا العهد لتستيقظ. رأيتُ النقوش تتراقص على أسطح الفخار، تتحدث لغة لم يفهمها أحد، لكنها كانت مألوفة… كأنها جزءٌ من ذاكرةٍ لم أعشها، لكنني أعرفها.
همس لي صوتٌ من العدم:
“ثروان ليس ما تراه… بل ما تشعر به. إنه الفكرة التي لم تُخلق بعد، الحنين الذي لم يجد جسدًا، والذاكرة التي تبحث عن مستقبلها.”
هل يمكن أن يكون التراث حيًا؟ أن يتنفس، أن يحلم، أن يعيد تشكيل نفسه ليصبح جزءًا من حاضرٍ لم يكن يومًا في حساباته؟ هل يمكن للمجامر أن تحترق برائحةٍ جديدة، وللأكواب أن تروي قصصًا لم تُكتب، وللشنط أن تحمل فوق أكتافها مدنًا لم تُبْنَ بعد؟
هنا، في “ثروان”، لا نُعيد الزمن إلى الوراء، بل نُحرره من قيوده. نأخذ بيد التراث ونهمس في أذنه: “لقد حان وقت الصحوة.” نزيل عنه غبار السنين، نلبسه ثوبًا جديدًا، نسمح له أن يكون كما يريد، لا كما حُكم عليه أن يكون.
“ثروان” ليس بائعًا للأشياء، بل ناسجٌ للأحلام، مُجدِّدٌ لِمَا ظُنَّ أنه انتهى، باعثٌ للزمن من سباته. إن كنتَ من أولئك الذين يشعرون أن الماضي لم ينتهِ بعد، إن كنتَ تؤمن أن الأشياء تحمل أرواحًا، وأن لكل قطعةٍ ذاكرةٌ لم تُسرد بعد… فقد وجدتَ مكانك.
هنا، حيث يلتقي التراث بالإبداع، وحيث لا شيء يموت… بل يتحول.